الصديق والصداقه

 كثيرون يتساءلون هل هناك حقا صداقة ؟ وهل هناك اصدقاء ؟ و نحن نجيب نعم هناك صداقة و اصدقاء لكن المهم ان تعرف كيف تختار اصدقاءك , و كيف تستمتع بصداقتهم و كيف تتدعم مع الايام تلك الصداقات ؟
 ببساطة ان الصديق هو انسان يقضى معى اغلب اوقات يومى و حياتى , فمثلا نكون معا فى المدرسة و المنزل ، معا فى المذاكرة و الكنيسة معا فى اللعب و الرحلات .
 اختيار صديقى يعتبر مؤشرا لاختيار طريق حياتى و نرى كثيرا من الاصدقاء فى سنكم تتأثر حياتهم الروحية و الاجتماعية و الدراسية بأصدقائهم ، فكثير من الفتيان و الفتيات نمت حياتهم الروحية و تفوقوا فى دراستهم بسبب اصدقائهم و آخرون ضاعت حياتهم و ابديتهم و ضاع مستقبلهم بسبب ايضا اصدقائهم .
 و يؤكد هذا المعنى يشوع بن سيراخ ” الصديق الامين معقل حصين ، و من وجده فقد وجد كنزا . الصديق الامين لا يعادله شىء و صلاحه لا موازن له ” سى 6: 14- 15“ .

كيف اختار صديقى و ماهى دعائم الصاقة الناجحة
كيف اختار صديقى
 ان اختيار الصديق من اهم و اصعب الاشياء فى حياتى لان الصداقة اما ان تقودنى الى النجاح فى حياتى و التمتع بالابدية او تقودنى الى الفشل حتى فى حياتى مع الله لذلك لا تتسرع فى ان تختار لك صديقا حتى لا تفشل الصداقة و تنتهى بسرعة .
دعائم الصداقة الناجحة
1) قريبا منى فى السن :
 هل تتخيل فتى فى اعدادى له صديق فى اولى ابتدائى و لا تقبل ان يكون شاب فى ثانوى له صديق فى اعدادى و ذلك لعدة اسباب :
اولا : لكل مرحلة سنية سماتها و خصائصها و من الخطأان الانسان يعيش مرحلة سنية اخرى تصغر عن سنه او تكبر عنه .
ثانيا : ما معنى ان شاب فى ثانوى له صديق فى اعدادى معنى ذلك انه مرفوض من زملائه فى سنه لان به عيب فيبحث عن اصقاء فى مرحلة سنية اخرى فيضر بحياتهم .
ثالثا : من الخطورة فارق السن فى الصداقة لان الكبير ينقل خبرات اكبر و لايفكر انها لا تلائم الاصغر و قد تضر بحياته .
2) متوافق معى فى الميول و الطباع
 من المهم ان يكون الاصدقاء متقاربين فى ميولهم و طباعهم حتى يستطيعوا ان يقضوا وقتا ممتعا و جميلا لكل الاصدقاء.
3) متوافق معى فى الاهداف
 تقارب اهداف الاصدقاء يساعد على نجاح الصداقة ، فاذا كان هدفى التفوق و النجاح يلزم ان يكون صديقى له هذا الهدف و الا سيعطل نجاحى ، كذلك اذا كان هدفى الحياة مع ربنا و التمتع بالملكوت و الحياة فى الكنيسة فلابد ان يكون صديقى له نفس هذا الهدف .
4) يحبنى و يهمه امرى
 لذلك نتعجب من صديق يحكى لصديقه مواضيع فيها خطيئة او خبرات سيئة و نقول انه صديق ، كيف يدعى انه يحبك و هو يتعبك و يضرك بالافكار الشريرة .
5) لابد ان يساعدنى على النمو فى كل شىء
 فالصداقة الناجحة تساعد على النمو فى الحياة الروحية ، تشجيع على الصلاة قراءة الكتاب المقدس الذهاب الى الكنيسة ممارسة سر التوبة و الاعتراف .
 يساعده على النمو فى حياته الدراسية و التفوق فيها يشجعه على المذاكرة و الاهتمام بدراسته لا يعطله عن مذاكرته و لا يشجعه على الغياب من مدرسته .

ارشادات للتعامل بين الاصدقاء
 1) المحبة المسيحية
 المحبة بين الاصدقاء تنمو و تثمر المحبة لا تحتد و هى تساعدنا ان نصفح لبعض عن اخطائنا و سهواتنا .
 2) الاحترام المتبادل
 هناك بعض الفتيان فى تعاملهم لا يحترموا بعض فى صداقتهم تحت مسمى الهزار فهل هذا الهزار يسمح لنا ان نهين بعض و نقلل من شأن بعض .
 3) التقدير المتبادل
 التقدير المتبادل بين الاصدقاء من الامور الهامة ، اقدر صديقى مهما كان مستواه العلمى او الاجتماعى او الروحى فأنا مطالب ان اقدره و ان اساعده على النمو .
 4) المشاركة
 من اهم الاشياء التى تفرح صديقى هو ان اشاركه افراحه فى النجاح فى عيد ميلاد و كذلك ان اتألم معه لاحزانه .

الرب يسوع الصديق الدائم
 يحتار الكثير منا فى اختيار صديقه وقد تفشل الصداقة احيانا و احيانا تنجح و قد يفترق الاصدقاء بسبب اختلاف الدراسة اة السفر و قد لا نجد الصديق المناسب وهذا كله قد يسبب بعض المتاعب النفسية للناس لذلك احب ان يكون الصديق الاول فى حياتى هو الرب يسوع الصديق الدائم .لذلك فى القسمة السنوية للقداس يقول الاب الكاهن يا معين الملتجئين اليه و رجاء الذين يصرخون نحوه فى العاصف .
 لابد ان نتجه بكل قلوبنا و عواطفنا الى حبيبنا الرب يسوع الذى يدعونا الى حضنه الدافىء ليريحنا ” تعالوا الى ياجميع المتعبين و الثقيلى الاحمال و انا اريحكم ”
 هو الصديق الذى يعطينا كل عطية صالحة و هو لا يتغير ابدا من نحونا حتى و ان تغيرنا نحن ، نريد ان نعطيه حياتنا ان نمسك بيده او يمسك هو بأيدينا ليقودنا الى حياة النصرة و الفرح و النجاح لانه يحبنا يهتم بخلاصنا و يدبر كل امور حياتنا .
 لكن لكى اتخذ الرب يسوع صديقا لى يجب ان اعرف صوته احفظ وصاياه و احبها ، احمل معه الصليب امشى معه فى طريق الجلجثة الى حيث النصرة و القيامة .
 وهو دائما فى انتظارى لا يغضب منى كأصدقائى الذين يغضبون منى عندما نتخاصم بل هو لا يشاء موت الخاطىء فينتظر الابن الضال و يسرع الى خلاص السامرية .