اولاد الامير تادرس الشطبى بالمعصره
عزيزى الزائر
مرحبا بك فى منتدى اولاد الامير تادس بالمعصره
يسعدنا تسجيل اسمك فى المنتدى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اولاد الامير تادرس الشطبى بالمعصره
عزيزى الزائر
مرحبا بك فى منتدى اولاد الامير تادس بالمعصره
يسعدنا تسجيل اسمك فى المنتدى
اولاد الامير تادرس الشطبى بالمعصره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسه فى سفر العدد

اذهب الى الأسفل

دراسه فى سفر العدد Empty دراسه فى سفر العدد

مُساهمة  Admin الأربعاء يوليو 18, 2012 6:54 pm



سفر العدد
سفر التيه والتجربة في البرية
ــ 49 ــ



ملخص دراسة السفر

أولاً: إعداد الجيل القديم ليرث أرض الموعد (1:1ــ10:10).
1- تنظيم الجماعة تمهيداً للارتحال ( 1:1ــ49:4).
2 ــ تقديس الجماعة (1:5ــ10:10).
ثانياً: فشل الجيل القديم في أن يرث أرض الموعد (11:10ــ18:25).
1 ــ بدايات الفشل في الطريق إلى قادش (11:10ــ16:12).
2 ــ أزمة قادش برنيع (1:13ــ45:14).
3 ــ إخفاق إسرائيل المتواصل (1:15ــ22:19).
4 ــ حوادث في الطريق إلى موآب (1:20ــ18:25).
ثالثاً: إعداد الجيل الجديد لميراث أرض الموعد (1:26ــ13:36).
1 ــ إعادة تنظيم إسرائيل (1:26ــ23:27).
2 ــ شرائع للتقدمات والنذور (1:28ــ16:30).
3 ــ الانتصار على الشعوب في شرق الأردن وتقسيمها على أسباط إسرائيل (1:31ــ13:36).
ثالثاً: إعداد الجيل الجديد لميراث أرض الموعد (26: 1-36: 13)

6 - قضية توريث البنات وعلاقتها بتقسيم أرض الموعد (36: 1-13)



كانت هذه القضية قد أُثيرت سابقاً وتناولناها في شرح الأصحاح 27(1). فبعد أن وضع الرب لموسى المبادئ الأساسية لتقسيم أرض الموعد على الأسباط والتي تتلخَّص في النقاط الآتية: 1 - أن يتم التقسيم حسب عدد الذكور، 2 - يكون التقسيم بالقرعة، 3 - ليس لسبط لاوي نصيب في الأرض لأن الرب هو نصيبهم وتُخصَّص لهم مدن في نصيب كل سبط؛ بعد أن أرسى موسى هذه المبادئ، برزت حالة شاذة في وسط الجماعة، أثارتها بنات صلفحاد بن حافر من سبط منسَّى. فقد مات أبوهن دون أن يكون له ذكور يرثونه، بل كانت خلفته خمس بنات فقط. ونتج عن إثارتهن لهذه المشكلة أن تعدَّلت قوانين التوريث - بعد أن عرض موسى الأمر على الرب الإله - لتسمح للبنات بالميراث عندما لا يكون لهن أخ يحفظ اسم أبيهن بين عشيرته. إلاَّ أن هذا الأمر قد أثار مشكلة أخرى، وهي عندما يتزوجن رجالاً من سبط آخر فسوف تنتقل الأرض إلى خارج سبطهن. وهذا ما عرضه رؤوس الآباء من عشيرة بني جلعاد بن ماكير بن منسَّى الذين ينتسب لهم بنات صلفحاد على موسى قائلين:

+ «وتقدَّم رؤوس الآباء من عشيرة بني جلعاد بن ماكير بن منسَّى من عشائر بني يوسف وتكلَّموا قدَّام موسى وقدَّام الرؤساء رؤوس الآباء من بني إسرائيل وقالوا: قد أَمَرَ الربُّ سيِّدي أن يُعطي الأرض بقسمةٍ بالقُرعة لبني إسرائيل. وقد أُمِرَ سيِّدي من الرب أن يُعطي نصيب صلفحاد أخينا لبناته. فإن صِرْنَ نساء لأحد من بني أسباط بني إسرائيل يُؤخذ نصيبهُنَّ من نصيب آبائنا ويُضاف إلى نصيب السِّبط الذي صِرْنَ له. فمِنْ قُرعة نصيبنا يُؤخَذ. ومتى كان اليوبيل لبني إسرائيل يُضاف نصيبهُنَّ إلى نصيب السِّبط الذي صرن له ومن نصيب سبط آبائنا يؤخَذ نصيبهُنَّ» (عد 36: 1-4).

وهنا عاد موسى الخادم الأمين الذي لا يتصرَّف من نفسه في أي شيء، بل بكل اتضاع يعرض كل ما يُقابله من مشكلات أمام الرب وينتظر منه الجواب، فقد عاد فبسط الموضوع كله أمام الرب منتظراً إرشاده. فهكذا ينبغي أن يتصرَّف الخدَّام الأمناء الذين استأمنهم الرب على رعيته، أن لا يحكموا في شيء بعجلة، بل عليهم أن يطلبوا مشورة الله وإرشاده بالصلاة. وهكذا جاءت إجابة الصلاة:

+ «فأمر موسى بني إسرائيل حسب قول الرب قائلاً: بحقٍّ تكلَّم سبط بني يوسف. هذا ما أَمَرَ به الربُّ عن بنات صَلُفْحَاد قائلاً: مَن حَسُنَ في أعينهن يَكُنَّ له نساءً، ولكن لعشيرة سبط آبائهن يَكُنَّ نساءً. فلا يتحوَّل نصيب لبني إسرائيل من سبط إلى سبط بل يُلازِم بنو إسرائيل كل واحد نصيب سبط آبائه. وكل بنت ورثت نصيباً من أسباط بني إسرائيل تكون امراةً لواحد من عشيرة سبط أبيها لكي يرث بنو إسرائيل كل واحد نصيب آبائه» (عد 36: 5-9).

لا شكَّ أن هذه القضية لم تكن خافية على الرب قبل إثارتها بواسطة بني يوسف، بدليل قول الرب لموسى: «بحقٍّ تكلَّم سبط بني يوسف». ولكن الرب في تمهُّله وانتظاره للشعب لدراسة شريعته وتفهُّمها والوقوف على الصعوبات التي تصادفهم، وبسط مشاكلهم أمام آبائهم ورعاتهم، كان القصد منها تربيتهم وتدريبهم على اكتشاف حكمة الله من كل ما يوصيهم به.

وهكذا بهذه المصاهرة داخل حدود كل سبط، تبقى أراضي السبط محفوظةً له. لأنه طالما لا تتزوَّج البنت إلاَّ من عشيرة سبط أبيها، فيصير بذلك أن يُلازِم كل واحد نصيب سبط آبائه. وبذلك يظل ميراث كل سبط محفوظاً له، بل ويظل ميراث كل واحد من الشعب ملتصقاً به. والمثال الواضح للتمسُّك بالميراث هو نابوت اليزرعيلي الذي رفض بيع حقله لأخآب الملك فقتله. وقد قال في تمسُّكه بميراثه: «حاشا لي من قِبَل الرب أن أُعطيك ميراث آبائي» (1مل 21: 3).

زواج بنات صلفحاد من أبناء أعمامهن:

+ «كما أَمَر الربُّ موسى كذلك فعلت بنات صلفحاد. فصارت مَحْلَة وتِرْصَة وحَجْلة ومِلْكة ونُوْعَة بنات صلفحاد نساءً لبني أعمامهن. صِرنَ نساءً من عشائر بني منسَّى بن يوسف فبَقِيَ نصيبهنَّ في سبط عشيرة أبيهنَّ» (عد 36: 10-12).

يشهد هنا الوحي على امتثال وخضوع بنات صلفحاد لأوامر الرب، فصرن زوجات لأبناء أعمامهن. كما يشهد كذلك على غيرة وحرص عشائر بني منسَّى بن يوسف على الاحتفاظ بميراث آبائهم.

والواقع أن عشيرة بني جلعاد بن ماكير بن منسَّى من عشائر بني يوسف الذين أثاروا هذه القضية وطلبوا من موسى إيجاد حلٍّ لها، كانوا ذوي فكر ثاقب ودراسة واعية للشرائع، لأنهم أدركوا أن نصيب سبطهم سوف يؤخذ منهم ويؤول إلى سبط آخر إذا تزوجت بنات صلفحاد من أحد من غير سبطهن. لأنه حتى في اليوبيل لا يمكن استرجاع أرض صلفحاد إلى سبط منسَّى، لأن الأرض التي أُعطيت لبناته أصبحت حقاً شرعياً لأزواجهن. فإذا كان أزواجهن من سبط آخر فسوف يُضاف نصيبهن إلى نصيب السبط الذي صرن له زوجات. وبهذا تختل أنصبة الأسباط وتتناقص أنصبة بعضها بينما تتزايد أنصبة البعض الآخر على حساب غيرها. وفي كل هذا خروج عن نتيجة القرعة التي أعطاهم الرب أنصبتهم بموجبها.

وهكذا نكتشف حكمة الله في وضع هذا المبدأ في التوريث، إذ صار مُكمِّلاً لقصد الله وحكمته من إعطائهم شريعة تقديس سنة اليوبيل التي جاء تفصيلها في سفر اللاويين(2).

ففي سنة اليوبيل، أي السنة الخمسين من دخولهم أرض الموعد، وفي كل سنة خمسين بعد ذلك، «تُقدِّسون السنة الخمسين، وتُنادون بالعتق في الأرض لجميع سكَّانها. تكون لكم يوبيلاً، وترجعون كلٌّ إلى مُلكه وتعودون كلٌّ إلى عشيرته» (لا 25: 10).

فقد كان ينبغي أن يرجع كل واحد في سنة اليوبيل إلى أرضه أو إلى بيته الذي يكون قد باعه أو رهنه بسبب حاجته. وكان قصد الله من ذلك قوله لهم: «والأرض لا تُباع بتةً. لأن لي الأرض وأنتم غرباء ونزلاء عندي. بل في كل أرض مُلْككم تجعلون فكاكاً للأرض. إذا افتقر أخوك فباع من مُلْكه يأتي وَليَّه الأقرب إليه ويفكُّ مبيع أخيه...» (لا 25: 23-28).

وهكذا يتضح قصد الله من سَنِّه لهذه الشريعة - شريعة تقديس سنة اليوبيل - أن يُذكِّر شعبه دائماً بأن الأرض هي للرب، وأننا جميعاً غرباء ونزلاء عنده، وسيأتي اليوم لا محالة الذي نترك فيه الأرض وما عليها ونمضي إلى وطننا السمائي. فالرب هو خالق السموات والأرض، وهو الذي وهب الأرض للإنسان ليسكن فيها وينزل فيها ضيفاً على الرب إلى أن يعود إلى مسكنه السمائي: «للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها» (مز 24: 1)، «السموات سموات للرب، أما الأرض فأعطاها لبني آدم» (مز 115: 16).

وأرض كنعان أصلاً وزَّعها يشوع على الأسباط بالقرعة، فكان لكل واحد مُلْكه كما من يد الرب. لذلك لم يكن جائزاً لأحد أن يبيع مُلْكه، لكي يبقى لكل سبط مُلْكه الذي أخذه من يد الرب.

وكان الرب يؤكِّد لهم دائماً أن هذه الأرض التي أعطاها لهم ليمتلكوها، ليس لكونهم أفضل من الشعوب الذين طردهم منها، بل لأجل إثم هؤلاء الشعوب طردهم، ولكي يفي بالكلام الذي أقسم الرب عليه لآبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب. فقد تكلَّم لهم الرب بذلك على لسان موسى قائلاً: «لا تَقُل في قلبك حين ينفيهم الرب إلهك من أمامك قائلاً: لأجل برِّي أدخلني الرب لأمتلك هذه الأرض، ولأجل إثم هؤلاء الشعوب يطردهم الرب من أمامك. ليس لأجل برِّك وعدالة قلبك تدخل لتمتلك أرضهم بل لأجل إثم أولئك الشعوب يطردهم الرب إلهك من أمامك، ولكي يفي بالكلام الذي أقسم الرب عليه لآبائك إبراهيم وإسحق ويعقوب. فاعلم أنه ليس لأجل برِّك يُعطيك الرب إلهك هذه الأرض الجيدة لتمتلكها لأنك شعب صلب الرقبة» (تث 9: 4-6).

لذلك، فقد حذَّرهم الرب بشدة على لسان موسى، إن هم خالفوا وصاياه ولم يحفظوا أوامره وفرائضه التي أوصاهم بها قائلاً: «إن لم تحرص لتعمل بجميع كلمات هذا الناموس المكتوبة في هذا السفر لتهاب هذا الاسم الجليل المرهوب الرب إلهك... يُبدِّدك الرب في جميع الشعوب من أقصاء الأرض إلى أقصائها، وتعبد هناك آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من خشب وحجر. وفي تلك الأمم لا تطمئن ولا يكون قرار لقدمك، بل يُعطيك الرب هناك قلباً مرتجفاً وكلال العينين وذبول النفس» (تث 28: 58-65).

والآن، وصلنا إلى خاتمة سفر العدد، السفر الذي يحكي تاريخ شعب إسرائيل خلال أكثر من تسع وثلاثين سنة، والذي أطلقنا عليه ”سفر التيه والتجربة في البرية“، الذي شهد أواخر أيام موسى وهو واقف مقابل أريحا في عَبْر الأردن عند عربات موآب، ينظر إلى الأرض المشتهاة التي وصلوا إليها بعد معاناة عظيمة، والآن ها هم على وشك الدخول إليها لامتلاكها، وما زال موسى النبي والراعي الأمين لا يكفُّ عن أن ينقل لبني إسرائيل الوصايا والأحكام التي أوصى بها الرب ليحفظوها حتى يثبتوا في تلك الأرض، وهوذا يختم هذا السِّفْر بهذه الآية:

+ «هذه هي الوصايا والأحكام التي أوصى بها الربُّ إلى بني إسرائيل عن يد موسى في عربات موآب على أُردن أريحا» (عد 36: 13).

وكما ذكرنا في المقدمة، فإن سفر العدد يُسجِّل لنا تاريخ جيلين لشعب إسرائيل منذ خروجه من مصر: الجيل الذي عَبَرَ البحر الأحمر ورأى المصريين لآخر مرة وهم يغرقون في اليم وتبتلعهم المياه. ولكنه رغم ذلك، فقد فشل فشلاً ذريعاً في مواجهة كل الضيقات التي حلَّت به، وتذمَّر كل الشعب على الله وعلى موسى وهارون خدَّام الله، حتى أنهم قرروا رجمهما بالحجارة (عد 14: 10). فغضب الرب على هذا الجيل وقال لموسى: «حتى متى يهينني هذا الشعب، وحتى متى لا يُصدِّقونني بجميع الآيات التي عملتُ في وسطهم؟! إني أضربهم بالوبإ وأبيدهم وأُصيِّرك شعباً أكبر وأعظم منهم» (عد 14: 12،11).

ولكن الله بطول أناته ورحمته العظيمة قَبـِلَ شفاعة موسى من أجلهم ولم يُبدهم؛ إلاَّ أنه قال لموسى: «قد صفحتُ حسب قولك، ولكن حيٌّ أنا فتُملأُ كل الأرض من مجد الرب. إن جميع الرجال الذين رأوا مجدي وآياتي التي عملتها في مصر وفي البرية وجرَّبوني الآن عشر مرات ولم يسمعوا لقولي، لن يروا الأرض التي حلفت لآبائهم، وجميع الذين أهانوني لا يرونها... قل لهم: حيٌّ أنا يقول الرب لأفعلنَّ بكم كما تكلَّمتم في أُذنيَّ. في هذا القفر تسقط جثثكم، جميع المعدودين منكم حسب عددكم، من ابن عشرين سنة فصاعداً، الذين تذمَّروا عليَّ. لن تدخلوا الأرض التي رفعتُ يدي لأُسكنَنَّكم فيها، ما عدا كالب بن يَفُنَّة ويشوع بن نون. وأما أطفالكم الذين قلتم يكونون غنيمة، فإني سأُدخلهم فيعرفون الأرض التي احتقرتموها» (عد 14: 20-31).

وفعلاً، فقد تمَّ حُكْم الرب على هذا الجيل القديم، وسقطت جثثهم في البرية، ولم يدخل أحد منهم أرض الموعد إلاَّ يشوع بن نون وكالب بن يَفُنَّة، وكأنه كان يرمز إلى الإنسان العتيق الذي كان لابد أن يموت ليقوم بدلاً منه الإنسان الجديد الذي يرمز إليه الجيل الجديد الذي سوف يرث أرض الموعد التي ترمز إلى أورشليم السمائية.

حتى موسى وهارون قد حُرما من دخول أرض الموعد، لأنهما كانا يرمزان إلى الناموس والكهنوت اللاوي اللذين كانا موضوعَيْن إلى وقت الإصلاح (انظر عب 9: 10) «فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال، إذ الشعب أخذ الناموس عليه. ماذا كانت الحاجة بعد إلى أن يقوم كاهنٌ آخر على رتبة ملكي صادق ولا يُقال على رتبة هارون، لأنه إن تغيَّر الكهنوت، فبالضرورة يصير تغيُّر للناموس أيضاً» (عب 7: 11،12).

أما الجيل الثاني الذي ورث أرض الموعد، فهم الجيل الذي وُلد في البرية الذي قال عنه الرب: «وأما أطفالكم الذين قلتم يكونون غنيمة، فإني سأُدخلهم فيعرفون الأرض التي احتقرتموها» (عد 14: 31).

وهكذا فسفر العدد يُسجِّل لنا عن هذا الجيل الأول من الأصحاحات 1-14، وعن الجيل الثاني من الأصحاحات 21-36؛ وعن إحصائيتين: الإحصاء الأول للجيل القديم في الأصحاحات 1-4، والإحصاء الثاني للجيل الجديد في الأصحاح 26.

ويحكي سفر العدد كيف أعدَّ الربُّ الجيلَ القديم لكي يرث أرض الموعد منذ وصولهم إلى برية سيناء حتى ارتحالهم منها، وذلك في الأصحاحات العشرة الأولى. ثم يحكي كيف بدأ العصيان والتذمُّر حتى وصلوا إلى حدود أرض كنعان وإرسالهم ليتجسَّسوا الأرض، وكيف تمرَّد الشعب على الرب وعلى موسى وهارون، ورفضوا أمر الرب لهم بالصعود لامتلاك أرض الموعد، وتماديهم في التمرُّد والتذمُّر، ويسرد السفر كل هذه الأحداث من الأصحاح العاشر حتى الأصحاح الخامس والعشرين، مُبيِّناً فشل الجيل القديم في إعداده لامتلاك أرض الموعد.

وابتداء من الأصحاح السادس والعشرين وحتى نهاية السِّفر، يبدأ السفر في سرد كيفية إعداد الجيل الجديد لميراث أرض الموعد، حيث وقعت أحداث هذا القسم الأخير من السفر عند عربات موآب.

ورغم ما يبدو من صرامة حكم الله على تمرُّد الشعب وعدم إيمانهم، فهو يشهد كذلك على نعمة الله ورحمته وطول أناته، ويشير مُسبقاً إلى النعمة التي ستنسكب على البشرية بالمسيح يسوع ربنا. فالحضور الإلهي في وسط الشعب بالرعاية والإرشاد لم ينقطع عنهم متمثِّلاً في عمود النار والسحاب الذي ظل يُرافقهم (عد 10: 11).

كما أن عناية الله باحتياجات الشعب اليومية تتجلَّى في إرسال المنِّ السماوي لهم كل يوم، وفي الصخرة التي أمدتهم بالماء ليشربوا. أما أبرز وأقوى ما أعلنه السِّفر عن الرحمة الإلهية، فهو رفع الحية النحاسية في البرية من أجل شفاء كل مَن ينظر إليها مِمَّن لدغتهم الحيَّات المحرقة؛ فقد كانت رمزاً لرفع المسيح على الصليب «لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (انظر عد 21: 4-9؛ يو 3: 15،14).

هذا بخلاف إنقاذهم من أعدائهم المتربِّصين بهم في طريقهم للوصول إلى شرق الأردن. فقد نصرهم الرب على سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان؛ وبالاق ملك موآب الذي استدعى بلعام النبي الكذَّاب لكي يلعن له إسرائيل، فما كان من الرب إلاَّ أن حوَّل لعنته إلى بركة، وأنطقه بنبوَّة عن مجيء المسيح من شعب إسرائيل قائلاً:

+ «أراه ولكن ليس الآن. أُبصره ولكن ليس قريباً. يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيبٌ من إسرائيل، فيُحطِّم طَرَفَيْ موآب ويُهلك كلَّ بني الوَغَى» (عد 24: 17).
[list][*]
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 124
تاريخ التسجيل : 16/07/2012
العمر : 43

https://awladelamerbelma3sra.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى