اولاد الامير تادرس الشطبى بالمعصره
عزيزى الزائر
مرحبا بك فى منتدى اولاد الامير تادس بالمعصره
يسعدنا تسجيل اسمك فى المنتدى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اولاد الامير تادرس الشطبى بالمعصره
عزيزى الزائر
مرحبا بك فى منتدى اولاد الامير تادس بالمعصره
يسعدنا تسجيل اسمك فى المنتدى
اولاد الامير تادرس الشطبى بالمعصره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تزوجنى والا

اذهب الى الأسفل

تزوجنى والا Empty تزوجنى والا

مُساهمة  Admin الثلاثاء يوليو 17, 2012 6:40 pm

تزوجني وإلا …



في ذلك المساء لم أكن أعرف بأنني سوف أواجه ما لم أواجهه من قبل . فمنذ أن بدأت خدمة الزيارات مع ذلك الخادم العجوز وأنا أزور أماكن لم أعهدها من قبل .. وأقابل أناس من كل شكل ولون غير هؤلاء الناس الذين تربيت في وسطهم والفت معاملتهم وطرق تفكيرهم .

كان ذلك البيت في مكان غريب لم أذهب إليه من قبل اسمه حي العرب وهو حي بعيد عن مدينة سوهاج تلك المدينة التي أعيش فيها والتي هي في صعيد مصر وفي الطريق كان ذلك الخادم العجوز يحدثني عن ذلك البيت الذي نحن مقبلون علي زيارته .

- إنني أريدك يا عزيزي شادي أن تصمت تماما ، هذا المنزل الذي سوف يستقبلنا الآن تسكنه أرملة عجوز اعتادت أن تعيش علي الكفاف ومعها أبنتها التي عملت حديثا في مستشفي خاص فبدأت تتذوق طعم المال أخيرا .

كنت محتار ، فلم أكن أفهم أين المشكلة .. كنت أظن أنها زيارة عادية نفتقد الفتاة وأمها للكنيسة .. أو بهدف تقديم محبة المسيح لها في شكل معونة مالية أو في شكل عظة صغيرة .. فلماذا هذا التوجس الغير طبيعي من تلك الزيارة !!

ولكن ما قاله بعد ذلك جعل بدني يقشعر بينما هو يتكلم ببساطة من آلف علي مواجهة هذه الأمور

- هذه الفتاة التي سوف تراها تريد أن تترك المسيح وتعيش بعيدا عنه .

وفهمت ما يقصده لكنني احترت .. فماذا يمكن أن نقدم إلي فتاة اتخذت قرارها وعرفت مصيرها .. لابد أن الأخ أنور يمتلك حلا لهذه المشكلة .. لابد .

***

كان المنزل متواضعا كسائر المساكن الموجودة في هذا المكان … كان الصبية الصغار يلعبون في الطرقة الخارجية وتدل ملابسهم علي الفقر الشديد .

قرع الخادم العجوز الباب ففتحت لنا سيدة عجوز منحنية الظهر .. نظرت إليه ثم أفسحت الطريق وهي تقول في ضجر :-

- تفضل بالدخول يا أخ أنور ..

ثم راحت تنادي علي ابنتها

- سميرة .. سميرة .. الأخ أنور حضر .. تعالي

وجاءت فتاة في حوالي الثلاثين من عمرها تلبس ملابس نوم رخيصة وتعقد شعرها بطرحة ريفية كعادة بنات البلدة .. تبتسم في سخرية وهي تقول :-

- أهلا يا أخ أنور .

ثم تنظر إلي متأملة في بجاحة مما جعلني أشعر أن الدماء كلها صعدت إلي وجهي تاركة بقية أعضاء جسمي .. وأظن أن وجهي في تلك اللحظة تحول إلي اللون الأحمر الدموي .. مما جعلها تضحك ضحكة خليعة وتقول

- لم تعرفنا يا أخ أنور بهذا الأخ

نظر الأخ أنور إلي وابتسم وهو يقول

- هذا الأخ شادي .. من الخدام في الكنيسة .. جاء يسأل عنك يا سميرة

نظرت سميرة إلي وعيناها تكاد تختر قني ببجاحة لم أعهدها في فتاة من قبل ثم قالت

- تفضلوا بالجلوس .

جلسنا .. ورحت أتأمل المكان .. كانت الصالة التي نجلس فيها عبارة عن كنبتين بلدي وكرسي خشبي وعلي الطرف الآخر من الصالة كانت غسالة وتشت غسيل وكرسي حمام ووابور جاز قديم عليه حلة كبيرة . ويبدوا أنهم كانوا يعدون العدة لغسيل الملابس . وفي الطرف الآخر باب يؤدي إلي غرفة نوم رأيت من خلال الباب المفتوح سرير كبير عليه أشياء لا أعرف ما هي مكومة باهمال . وهذا هو كل شئ .

وسرعان ما جاء الشاي الأسود الذي تناوله الأخ أنور بنهم شديد وأنا بقرف أشد . ثم بدأ الأخ أنور يتكلم .

- ما أخبارك يا سميرة .. سمعت أنك الان تعملين في مستشفي الدكتور أحمد باهي ، هل أنت مرتاحة هناك ؟ .

ابتسمت سميرة بخبث من يفهم المعني الذي وراء السؤال .. ثم أجابت

- مرتاحة أو غير مرتاحة .. ما الذي يهمكم في هذا .. لقد طلبت كثيرا منكم أن أعمل .. ولجأت إلي الكنيسة ولكنني لم أجد الجواب الشافي .. بل كنتم تتهربون دائما .

- لم نتهرب يا سميرة .. ولكن فعلا لم يكن بأيدينا في ذلك الوقت أي عمل .. ثم …

لم تدعه سميرة يكمل حديثة فقاطعته وقالت

- أدخل في الموضوع مباشرة يا أخ أنور .. أنا أعرف السبب الحقيقي وراء مجيئك .. لست الوحيد الذي زارني في أقل من عشرة أيام .. في هذه الأيام العشرة زارني خادمين للإنجيل وقس ومطران .. فجأة أصبحت مهمة لكل الطوائف المسيحية .. لماذا كل هذا آيها الأخ أنور .

ابتسم الأخ أنور وقال

- انا جئت لأدعوك إلي الكنيسة يا سميرة

نظرت إليه ساخرة ثم سالته

- هل تعلم كم سنة لم اخضر إلي الكنيسة أنا وامي يا سيدي ؟ .. أكثر من أربعة سنوات .. لم يزرني خلالها أي شخص .. كنت في حاجة إلي الطعام والي الملبس والي العمل لكنني لم أجد المعونة .. طرقت كثير من الأبواب منها أبوابكم ولكنها لم تفتح لنا أي أبواب .. حتى في الوقت الذي أذهب فيه إلي الكنيسة كنت أشعر أن هذا المكان ليس مكاني .. نظرات الامتعاض تلاحقني من الفتيات اللاتي يجلسن بجانبي .. هم من يرفضون من يلبسن ثيابي ومن يعيش معيشتي .. لماذا هذا الاهتمام الان ؟.. هل لك أن تصدقني القول آيها الأخ ؟

- سمعت خبرا أحزنني .. جئت أتأكد من صحته

نظرت سميرة إلي الأخ أنور متحدية وهي تقول

- نعم .. الذي سمعته حقيقة لن أخفيها ..قريبا ستتحول تلك الحقيقة إلي واقع ملموس .

- هل تبيعين المسيح يا سميرة ؟

- هو لم يشتريني .. لم يهتم بي .. أبسط الطلبات طلبتها ولم أنلها .. لذلك سوف أتركه .

- هو لم يشتريك ؟ بل اشترك ..

وأسرع يفتح الكتاب المقدس . فقامت مسرعة أغلقت له الكتاب المقدس بعصبية وقالت

- كفي .. لم يعد هذا مجدي بالنسبة لي .. أعلم أنك سوف تقول أن المسيح مات لأجلي علي الصليب وانه دفع ثمن أخطائي التي فعلتها والتي لم أفعلها بعد .. وأعلم أيضا أنك سوف تتغنى بمحبته لي وبعنايته ورعايته .. أعلم كل هذا لان هذا ما قاله لي الآخرون الذين زاروني قبلك . ولكن هذا الكلام لم يعد يمس شغاف قلبي . لأنني ببساطة أعلم أنه كلام محفوظ لم تشعروا انتم به ، فآنا لم ألمس هذه المحبة في أتباعه الذين يحملون كلمته ويتبعون هداه .

- لكننا نحبك حقا يا سميرة .. وإلا ما أتينا لك الان

ابتسمت الفتاة بمرارة وقالت كلمة لن أنساها

- انك لا تحبني ولم تحبني أبدا .. وإلا كنت لاحظت اختفائي طوال هذه السنين الأربعة ، ولكنت بحثت لي عن عمل أعول به نفسي ووالدتي المريضة . وأنا أثق الان أنك لم تأت إلي محبة في .. بل لتحفظ ماء وجهك وماء وجه مسيحك إذ بسيئك أن يقول الناس أن هناك أشخاص تركوا ذلك الوهم الذي اسمه المسيح .. أنك تريد أن تثبت لنفسك وللآخرين أنك علي حق .. وأن ما تتبعه هو حق .

- ولكن يا سميرة ..

- ولكن كلكم كاذبون .. أن المحبة التي يأمرنا بها المسيح لم يعرفها أحد منا ولم يستطع تنفيذها أحد .. لم يسأل أحد عني حين غبت .. مررت بأزمات رهيبة لم ينتشلني منها سوي قراري هذا .

وشعرت أن الأخ أنور كمن صفع صفعة كبيرة علي وجهه بينما هي نظرت إلي وقالت

- قل لي يا أخ شادي .. كيف تراني ؟ .. هل أنا جميلة في نظرك أم قبيحة ؟

لم أعرف ماذا اقول .. فهذه أول مرة تسألني فتاة هذا السؤال .. ولكن الأخ أنور عاجل بالكلام منقذا إياي من ورطة كدت اقع فيها من فتاة لا تعرف للخجل معني

- بل آنت جميلة جدا يا سميرة

نظرت إليه بمرارة وقالت

- إذن لماذا لم يفكر أحد في الزواج مني إلي الان .. هل تعلم كم هو عمري الان ؟ ثلاثون عاما .. لم يفكر أحد في خطبتي .. أليس من حقي أن أعيش مثلما تعيش بقية زميلاتي ؟ لقد طلبت الزواج صراحة من الكاهن ولكنه لم يهتم بي . في اعترافاتي أوضحت مشكلتي ومعاناتي ولم أجد سوي الاستخفاف بمشاعري بأسلوب مقيت . ألان أنا قد وجدت ذلك الشخص الذي سوف يجعلني أعيش في بيت بدلا من هذه الخرابة .

- لكن ..

- هو متزوج ويعول أربعة أولاد .. ولكنه وعدني بشقة لي وحدي .. سأعيش كسيدة منزل لأول مرة في حياتي

- والمقابل ياسامية

- المقابل آن أترك هذا المسيح .. ولكن ماذا قدم لي المسيح وأتباعه في المقابل هل تقول لي يا أخ أنور .

- آنت تحسبينها خطأ يا سميرة .. الله يريدك أن تسلمي حياتك بالكامل له . أن تكون بينك وبين المسيح علاقة محبة وشركة .. هو سوف يشبعك ويلبي احتياجاتك عندما تصيري ابنه له .. أنت إلي الان لم تعطيه الفرصة لكي تتذوقي من خلاله حياة الشبع والسرور .. أنت تحددين رغباتك أنك لست واثقة أن الله يعطي الأفضل دائما لأولاده حتى ولو كان المنظر العام لا يدل علي ذلك .. ربما اولاد المسيح لم يكونوا أمناء معك ولم يهتموا بك لكن هو يظل أمينا إلي الأبد .. انك تحتاجي إلي حياة جديدة في ظل المسيح .. طوال ثلاثين عاما دعيت مسيحية دون أن تتذوقي الحياة المسيحية أبدا .. لماذا لا تسلمي حياتك ليسوع وتجربي المعيشة في ظل يسو‘ ؟.

نظرت إليه ساخرة وقالت

- لن أتبع يسوع آلا بشروطي . آني أريد أن أتزوج .. لقد انتظرت كثيرا أن يطرق العريس بابي مثل أي فتاه فلم أجد .. هل تقدم لي هذا العريس يا أخ أنور ؟ .. العريس الذي يضمن لي شقة وحياة مستقرة سعيدة مثل بقية الفتيات ؟

ثم اتجهت بنظرها إلي وقال

- وآنت يا شادي .. يبدوا لي انك غير متزوج .. أنت تحب المسيح .. أليس كذلك ؟

قلت لها ..

- نعم .. أنني أحب المسيح من كل قلبي

قالت باستخفاف

- أول مرة أسمع صوتك .. حسنا .. لماذا لا تقدم له هذه الخدمة .. توجد فتاة تريد أن تترك حظيرة المسيح .. أنها خدمة لن ينساها المسيح لك .

- لست أفهم ما تقصدين

- تزوجني .. أنا لا اعلم ظروفك ولكني راضية بك .. لماذا لا تقدم هذه الخدمة لسيدك ؟

نظرت لها ولست أدري ما الذي جعلني أنزع خجلي عني فأقول لها

- لقد بعت يسوع من أجل عريس .. ما الذي يضمن لي أنك لن تبيعيني لأجل أي شئ أو شخص أخر .. إنك يا فتاتي من نفس نوعية يهوذا الاسخريوطي الذي باع سيده بثلاثين من الفضة . اسمحي أن أقول لك أنك حتى الثلاثين من الفضة لن تناليها .. تماما مثل يهوذا .. أنك لم تكوني أبدا ضمن حظيرة المسيح .. إنها البطاقة فقط هي الدليل الوحيد علي كونك مسيحية .. ولن يضير المسيح أبدا أن تفقدي هويتك .

***

خرجنا من هذا البيت وأنا ملئ بالمشاعر المتناقضة .. وقد شعر كل واحد منا أنه تلقي عدة صفعات علي وجهه نتيجة هذه الزيارة . كانت ترن في أذني كلمات عابرة قالتها .” منذ أربعة أعوام لم يسأل أحد عني …

نظرت إلي الأخ أنور وقلت له

- يبدوا أننا اعتدنا زيارة البيوت ذات المكيفات والمراوح .. أما هذه البيوت فنادرا ما نتذكرها .

فرد الاخ أنور وقال

- انه الاستسهال يا شادي .. لقد اعتدنا الشيء السهل والخدمة السهلة .. في هذا المكان فقط يوجد مئات البيوت ومئات القصص يمكن أن نعانيها .. هذه الأرض بور ولم يقم أحد بإصلاحها لأكثر من أربع سنوات

لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي بينما الأخ أتنور يسترسل

- ولكني عاتب عليك يا شادي

- لماذا ؟

- لقد اتفقنا آلا تتكلم .. لكنك في أخر الزيارة تكلمت أنت فأفسدت كل شئ .. لقد قطعت كل أمل لها عندما شبهتها بيهوذا .. لقد كنت أستطيع تدبير عريس لها .

ابتسمت في مرارة

- لكي نحفظ ماء وجوهنا ؟

- أجل.. وأيضا لأجلها .. لكي تجد الفرصة وترجع وتتوب .. آن الطريق الذي تسير فيه يصعب العودة منه تماما .

- ولكن .. انا لم أستطع أن أحتمل أن شخصا يملي علي المسيح شروطه لكي يدخل في حياته .. ثم .. ما ذنب ذلك العريس الذي سوف تقدمه لها وما الوسيلة التي سوف تقنعه بها أن يتزوجها .. انه الاحتياج أيضا .. أليس كذلك ؟ .. ألم يحن الوقت لنر الأمور كما يريدنا المسيح أن نراها .



***



تركت سميرة المسيح منذ عدة أعوام .. وهي الان بمثابة خادمة ذليلة لزوجها وزوجته الأولى والأربعة أولاد تذوق الذل والهوان كل يوم .

لم تحصل علي لقب سيدة منزل أبدا .. لم تشعر بمعني السعادة التي كانت تتمنها .. ودائما تقول في نفسها

- أخطأت إذ أسلمت دما بريئا .



ولكن لم يعد للبكاء معني .. كانت تبصر .




كتبها: عماد حنا
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 124
تاريخ التسجيل : 16/07/2012
العمر : 43

https://awladelamerbelma3sra.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى